تحليل إخباري
تحليل إخباري | هل يتحول تحالف المغرب وأمريكا وإسرائيل إلى ضربة عسكرية ضد البوليساريو ؟
بعد إمكانية تصنيف الجبهة كجماعة إرهابية..

تواصل ميليشيات البوليساريو الدعاية لمعارك وهمية ضد المغرب، في إطار ما يمكن تسميته “الحرب من طرف واحد”، بينما يتواصل تشبث المملكة باتفاق “وقف إطلاق النار”، وبالآليات الأممية(..)، رغم أن “الحزم المغربي” اقتضى في وقت سابق تأمين معبر “الكركرات” بتدخل سلمي ناجح من طرف الجيش الملكي المغربي، حفاظا على سلامة الأرواح والممتلكات..
إعداد : سعيد الريحاني
كل الأقاليم الجنوبية تعيش في أمن وطمأنينة، لكن “وكالة البوليساريو” تحاول منذ مدة، الدعاية لمعارك وهمية ضد الجيش المغربي، والهدف هو محاولة التأثير على تصنيف المنطقة(..)، والظهور كدولة، بينما الواقع يبرهن على أن الجبهة أصبحت قاب قوسين أو أدنى من تصنيفها كمنظمة إرهابية في ظل المتغيرات العالمية الجديدة.
أصبحت أزمة البوليساريو اليوم، أزمة وجودية مع اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، وبتدشين مرحلة جديدة من التعاون الثلاثي بين المغرب وأمريكا وإسرائيل، وكذلك الشأن بالنسبة للدولة المحتضنة، حيث ((تحاول الآلة الدعائية للجزائر، عبثا وبدون جدوى، إظهار المنطقة وكأنها تعيش حالة حرب، عبر ترويج أخبار زائفة حول اشتباكات وهمية، والغرض من هذا التصعيد الإعلامي الكاذب، هو محاولة الضغط على الإدارة الأمريكية الجديدة للتراجع عن الاعتراف بمغربية الصحراء، وعرقلة انطلاق مشاريع استثمارية بأقاليمنا الجنوبية، بعدما باشرت دول عديدة ربط اتصالاتها مع المغرب من أجل إطلاق مشاريع كبرى، ضمنها معبر الكركرات، الذي سيتم تأهيله ليصبح محطة ربط حقيقية بين المغرب وعمقه الإفريقي، كما أن ما تروجه الآلة الدعائية للجزائر، لا يعدو أن يكون للاستهلاك الداخلي، حيث تراجع اقتصادها بشكل كبير، وتعاني من عجز على مستوى الموازنة)) (محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ علم السياسة بجامعة القاضي عياض بمراكش/ هسبريس 26 يناير 2021).
المحاولة الأخيرة تقوم إذن، على محاولة إظهار منطقة “الكركرات” وما جاورها كمنطقة حرب، لكن المغرب نجح منذ مدة في جر انتباه العالم إلى “دور قطاع الطرق” الذي تقوم به البوليساريو، بل إن المملكة كانت صارمة في تأكيد حزمها في مواجهة الاستفزازات، سواء عبر خطاب المسيرة الأخير أو في رسائلها إلى الأمم المتحدة: ((حيث يؤكد المغرب التزامه الصادق بالتعاون مع معالي الأمين العام للأمم المتحدة، في إطار احترام قرارات مجلس الأمن.. وهنا نؤكد رفضنا القاطع للممارسات المرفوضة، لمحاولة عرقلة حركة السير الطبيعي بين المغرب وموريتانيا، أو لتغيير الوضع القانوني والتاريخي شرق الجدار الأمني، أو أي استغلال غير مشروع لثروات المنطقة، وسيبقى المغرب، إن شاء الله، كما كان دائما، متشبثا بالمنطق والحكمة، بقدر ما سيتصدى، بكل قوة وحزم، للتجاوزات التي تحاول المس بسلامة واستقرار أقاليمه الجنوبية، وإننا واثقون بأن الأمم المتحدة والمينورسو، سيواصلون القيام بواجبهم في حماية وقف إطلاق النار بالمنطقة)) (هكذا تحدث الملك محمد السادس بصرامة في آخر خطاب متزامن مع ذكرى المسيرة الخضراء، السبت 7 نونبر 2020).
ولا أحد كان يتوقع أن الخطاب الملكي الصارم سيتبعه تحرك أكثر صرامة للجيش المغربي في الأقاليم الجنوبية، بناء على أوامر القائد الأعلى للجيش(..)، قبل الضربة الدبلوماسية الكبرى التي انتهت باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن خصوم المغرب تلقوا ضربة كبرى باعتراف “الناتو” بخريطة المغرب كاملة، فقد ((تلقى خصوم الوحدة الترابية للمغرب صفعة مدوية جديدة، وهذه المرة من حلف الناتو (حلف شمال الأطلسي)، الذي نشر على موقعه الإلكتروني الخريطة الكاملة للمغرب دون بتر صحرائه، وبذلك يكون قد التحق بالولايات المتحدة الأمريكية التي اعترفت بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وقد أظهر حلف الناتو خريطة المغرب الكاملة بموقعه الرسمي ضمن برنامج تعزيز تعليم الدفاع التابع له (Deep)، حيث تأتي هذه الخطوة بعد أيام قلائل من اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء)) (المصدر: الاتحاد الاشتراكي/ 4 يناير 2021).

هل تتصورون ماذا يعني التحالف بين الولايات المتحدة الأمريكية والمغرب وإسرائيل في إطار “الناتو”، الذي تطلق عليه الصحافة اسم “أقوى حلف عسكري في العالم”(..)، هل يتصور خصوم المغرب معنى الحديث عن “ناتو جديد” بالتزامن مع عودة الحديث عن إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية في الصحراء المغربية، وهو ما تحدثت عنه عدة وسائل إعلام، فقد ((أكدت مصادر مطلعة وجود مفاوضات لنقل أحد فروع القيادة العسكرية الأمريكية من أوروبا إلى الصحراء المغربية في الأقاليم الجنوبية، ولم تستبعد المصادر ذاتها أن يتم تدشين “القاعدة العسكرية” في وقت قريب بالتزامن مع إطلاق مشاريع استثمارية أمريكية كبرى في المغرب، بالإضافة إلى الدور الذي ينتظر أن تقوم به قنصلية أمريكا في الداخلة، حيث تم ربط إنشائها بلعب دور اقتصادي كبير في المنطقة، وكانت الأوساط الإعلامية قد كشفت النقاب عن صفقة عسكرية مغربية أمريكية تصل قيمتها إلى مليار دولار، في انتظار موافقة الكونغريس، وتشمل أيقونة الطائرات المسيرة عن بعد “إم كيو-9 بي سكاي غارديان”، التي لا تمتلكها إلا دول كبرى، وتتوفر على خصائص حربية جد متطورة، إذ يتباهى منتجوها بتحقيقها 6 ملايين ساعة من التحليق)) (المصدر: هسبريس/ 15 دجنبر 2020).
قواعد عسكرية أمريكية في الصحراء، وبداية الحديث عن حلف “ناتو جديد” خاص بالشرق الأوسط.. كلها معطيات تعطي فكرة عن الحسابات المغلوطة عند الجزائر، المتشبثة بتحالفات شيوعية(..) في نصرتها لقضية وهمية، وقد تؤدي ثمن ذلك باهظا، بعد تنامي الدعوات لضم حليفة المغرب الجديدة، إسرائيل، إلى حلف “الناتو”.. أخذا بعين الاعتبار التوجه إلى “التحالف الكبير ضد إيران”، ((فعلى مسافة أيام معدودة من مغادرته منصب الرئاسة، خطا الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، خطوة استراتيجية بنقل إسرائيل من منطقة عمليات القيادة الأمريكية في أوروبا، أي من حلف شمال الأطلسي “الناتو” إلى منطقة عمليات القيادة الأمريكية المركزية الوسطى “سنتكوم” ومقرها قطر.. وهذا القرار في واقعه ومآله يعني نقل بلاد العرب، وليس إسرائيل فقط، من منطقة أمن الغرب الأطلسي إلى منطقة غرب آسيا الممتدة من شواطئ البحر الأبيض المتوسط غربا إلى شواطئ بحر قزوين شرقا، ما يشكل في الواقع ناتو إقليميا توأما لناتو الغرب الأطلسي الأمريكي – الأوروبي.. فاعتماد جو بايدن هذا الخيار (مواجهة كورونا أولا)، لن يمنعه من الاستمرار في مخطط توريث إسرائيل وجود أمريكا بمعظم وجوهه في المنطقة، والارتقاء بتسليحها لتصبح بمثابة أمريكا صغرى قادرة على أن تنوب عنها في صون مصالحها وحماية حلفائها، وما نقل إسرائيل من منطقة عمليات القيادة الأمريكية في أوروبا إلى منطقة عمليات القيادة الأمريكية المركزية الوسطى في الخليج، إلا الدليل الساطع على وظيفة “الناتو الإقليمي الجديد”، وتكامله مع توأمه “ناتو الغرب الأطلسي الأمريكي – الأوروبي”)) (المصدر: عن الكاتب اللبناني عصام نعمان/ 17 يناير 2021).
ولا شك أن “أمريكا الكبيرة” و”أمريكا الصغيرة” (إسرائيل)، عقدتا اتفاقات عسكرية مع المغرب، ولم تكن الاتفاقات بطبيعة الحال مقتصرة على ما ظهر على شاشات التلفزيون.. أضف إلى ذلك، أن دول الخليج كلها وقفت إلى جانب المغرب في خطوة تأمين معبر “الكركرات” رغم أنها كانت متخاصمة فيما بينها.. فماذا لو أن الأمر تحول إلى “عاصفة حزم” جديدة ضد البوليساريو؟ ألم يتم تصنيف الحوثيين الذين نظمت ضدهم “عاصفة الحزم” السعودية كجماعة إرهابية من طرف الإدارة الأمريكية؟ هذا الأمر صحيح، ويكفي قراءة ما كتبته وكالات الأنباء الأجنبية بهذا الخصوص: ((فقد صنفت الخارجية الأمريكية، جماعة أنصار الله في اليمن (الحوثيون)، منظمة إرهابية أجنبية على خلفية سلسلة الهجمات التي نفذتها ضد ناقلات للنفط في البحر الأحمر، العام الماضي، وقد جاء ذلك في بيان صادر عن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، نشر على موقع الوزارة الإلكتروني، ووصفت الخارجية الأمريكية الحوثيين بأنهم جماعة مسلحة مدعومة من إيران وتعمل في منطقة الخليج)) (المصدر: وكالة أنباء الأناضول).
